كيف يمكن للشركات و المؤسسات الصغيرة الاستفادة من محرك Facebook Graph Search ؟

مضت العديد من الأيام , عندما كتبت مقالا حول مراجعة شاملة لمحرك بحث الفايسبوك Facebook Graph Search , حيث حاولت من خلاله , الالمام بكل مميزات و خصائص المحرك , و ما يمكن له أن يوفره للمستخدمين العاديين.

و اليوم دعونا نخصص هذا المقال للاجابة عن السؤال المركزي الذي بدأ الكثير من اصحاب الاعمال الصغيرة على الانترنيت يطرحونه و هو : كيف يمكن للشركات و المؤسسات الصغيرة الاستفادة من محرك Facebook Graph Search ؟

من البديهيات التي يجب أن نعرفها من الأن فصاعدا , هي أن المحرك الجديد افضل بكثير من مربع البحث القديم و الذي لا يوفر للمستخدمين أفضل نتائج بحث ممكنة , كما ان البحث القديم لم يوفر الكثير من الفرص للمؤسسات الصغيرة كي تحقق نموا كبيرا من حيث المتابعين و الشعبية و عكس ما يمكن لمحرك Facebook Graph Search أن يوفره , و ان كان هذا المحرك بداية غير متوفر حاليا الا باللغة الانجليزية.

و في هذا الصدد اشار Aaron Schwartz مؤسس و الرئيس التنفيذي لشركة Modify Watches , أن استراتيجية Facebook Graph Search هي نفسها تلك التي يعمل وفقها محرك بحث جوجل , و بعبارة أبسط فأعني أن محرك بحث الفايسبوك يعمل وفق خواريزميات سرية , يعتمد عليها لترتيب و ابراز نتائج البحث .

و انطلاقا مما سبق , فمن المطلوب بالنسبة للمؤسسات و الشركات التي تود فعلا أن يكون Facebook Graph Search بوابة للحصول على المزيد من الاعجابات و المتابعات و الزبناء و تحقيق الكثير من المبيعات , أن تحرص على أن يكون لها صفحة على الفايسبوك , تتضمن كافة المعلومات و التفاصيل حول طبيعة و نشاط الشركة و يتم من خلالها طرح العروض و التواصل مع المعجبين و الزبناء باستمرار.

بل أبعد من ذلك , فمن الضروري أن لا تكون الاعجابات المحصل عليها لصفحة الشركة عبارة عن اعجابات عشوائية ناتجة عن صفقات لشرائها او تبادلها او الحصول عليها من طرف ثالت , بل يجب ان تكون طبيعية و تلقائية من الناس المستهدفين فغالبا ما يؤدي شراء و تبادل الاعجابات الى كثرتها دون نتائج ملموسة لأسباب واضحة و منطقية .

و من أهم تلك الأسباب نجد من بينها ان تلك الاعجابات قد تأتي من حسابات و همية و غير نشيطة , و قد تنتج عن حسابات اناس نشيطين لكن غير مستهدفين , فكيف يمكن للمؤسسات و للشركات أصلا أن تستفيد منها ؟ بتاتا لا يمكن فالاعجابات القادمة من الأشخاص الوهميين و الغير المهتمين غالبا ما تؤدي الى الحصول على صفحة مترامية الأطراف تبدوا للزوار كبيرة , لكنها في الحقيقة ليست كذلك و الدليل ان تفاعل هؤلاء مع منشورات الصفحة يبدو منعدما تقريبا.

من هذا المنطلق فان نتائج البحث التي سيبرزها Facebook Graph Search للمستخدمين لن تتضمن الصفحات التي تتمتع بالكثير من المعلومات و التفاصيل فقط , بل ستختفي بعضها و لن تظهر لكونها تتضمن الكثير من الاعجابات و المعجبين الغير المستهدفين و غير مهتمين بالمحتوى الذي ينشر من خلالها , و هذا يعني اذن أن وجود معيار المعلومات و غياب معيار الاعجابات الجيدة لدى صفحات الشركات و المؤسسات من شأنه أن يجعل محرك بحث الفايسبوك مستبعدا لاظهارها للباحثين و المستخدمين.

و على اثر ما سبق ننصح الشركات الصغيرة التي تلهت وراء المزيد من المبيعات و الارباح , أن تعتمد المصداقية في جلب الاعجابات و الحصول عليها بشكل طبيعي لكي تحافظ على قيمة مرتفعة لصفحاتها , و ليتحقق التفاعل و النشاط على صفحاتها.

و اذا كانت تنوي تلك الشركات و المؤسسات الحصول على الكثير من الاعجابات المستهدفة و المهمة , فقد أتبتث اعلانات الفايسبوك قوتها في جلب المعجبين المهتمين بالصفحات على اختلاف توجهاتها و تخصصاتها , حيث ينفق المعلنين مثلا على استهداف فئة عمرية محددة , تتحدث بلغة معينة , و تسكن نطاقا جغرافيا محددا , و لها الاهتمام بالمحتوى المنشور عليها.

حسنا تلك المعايير قليلة شيئا ما , لكن هي الأهم و الأكثر ترجيحا للاعتماد عليها من طرف محرك Facebook Graph Search للحصول على نتائج بحث أفضل و لها علاقة بما يود المستخدمين الحصول عليه , و هذه النتائج لن تأتي حتما من الصفحات التي لا تقدم المحتوى الرائع لهم , و لا تتضمن معجبين ذات علاقة بها , بل ستأتي من صفحات الافراد و الشركات باختلاف أحجامها و منها بالطبع صفحات الشركات الصغيرة ذات القيمة الجيدة و كثرة المتابعات و الاعجابات المرتبطة.

“هذا المقال مقتبس من حيث الفكرة من مصدر محدد , لكن هذا لا يعني أن أفكاري و أرائي غير موجودة